نعيم العكيلي
واخيرا ترجل فارس فلسطيني من صهود جواده وجهاده بعد ان ناف على الستين من عمره وليدا لابوين نازحين, وتلميذا في مدارس مخيمات اللاجئين, وطالبا ازهريا ثم مجاهدا من اجل قضية شعبه الفلسطيني , هنية لم يهن ولم يستسلم لمشاريع تصفية القضية الفلسطينية , حوصر وطورد وادرجه قادة الارهاب في العالم من صهاينة وامريكان واوربيين على قائمة الارهاب, بينما ادرجه شعبه وامته على قائمة المجاهدين. ترجل القائد اسماعيل هنية شهيدا بغارة صهيوينة استهدفته في مقر اقامته في طهران عاصمة البلد الوحيد الذي اعلن ومنذ اكثر من اربعين عاما انه مع فلسطين وشعبها بالقول والفعل.
لقد كان فجر الاربعاء (31 / 7 / 2024) فجر شهادة هنية ملتحقا بعائلته التي استشهدت في غزة ونعاها بنفسة , كان رابط الجأش قوي العزيمة. لم يكن الاغتيال يوما ينهي قضية شعب عادلة سواء كان القضية العادلة نضالا ضد حاكم دكتاتور او ضد مستعمر غاز. لقد جرب الكيان الصهيوني سياسة الاغتيال باستهداف قادة فلسطينيين كثر مثل اياد خلف , وسعد صايل ابو الوليد , وفتحي الشقاقي, وعبد العزيز الرنتيسي , واحمد ياسين , وياسر عرفات وغيرهم, ولم تتوقف مسيرة نضال الشعب الفلسطيني.
جاء اغتيال هنية بعد التصفيق في كونغرس الارهاب الامريكي ل(نتياهو) وهو يلقي خطاب الاكاذيب, كان التصفيق تاييدا لمجازره ودمويته, وهو تصفيق فضح كل تصريحات ادارة (بايدن) بانها تسعى الى هدنة في غزة , او ادخال مساعدات اليها.
مجرى الدم الفلسطيني يتدفق غزيرا وسط صمت عربي واسلامي رسمي , بل وسط قمع عربي لكل صوت يرتفع مناديا وافلسطيناه. ماذا يعوز امة العرب ليتفرعن عليهم (نتنياهو) ؟ هل من قلة في المال, ام الرجال, ام السلاح ؟. ابدا , لايعاني العرب من قلة في شيء من ذلك , وانما يعانون من انعدام الارادة, وهزالة الانظمة وضعفها لانها لاتستند الى قاعدة شعبية .
مثل هنية لانتوقع له غير الشهادة , وهي تليق به ويليق بها