وكالة عراقنا الإعلامية

هل تساعد “المدينة النائمة” أوروبا في سباق الرقائق؟

420 مشاهدات
3 دقيقة للقراءة

لطالما اشتهرت مدينة روزنوف التشيكية في اوربا بجمالها الهادئ

فهذه الجوهرة المخفية في قلب أوروبا، تُعد مثالاً رائعاً للمدن الصغيرة التي تجمع بين السحر الطبيعي والأصالة التاريخية.

والهدوء الذي يميز هذه المدينة ساهم بشكل كبير في منحها لقب “المدينة النائمة”، وهو لقب يعكس الأجواء الساكنة التي تسودها، مما يجعلها ملاذاً هادئاً بعيداً عن صخب الحياة الحديثة.

ولكن منذ شهر يونيو 2024 بدأت روزنوف تشهد موجة من الزيارات المكثفة التي حرّكت المياه الراكدة في المدينة، فاختيار شركة صناعة الرقائق الأميركية ON Semiconductor Corp لروزنوف كوجهة لبناء مركز جديد لتصنيع الرقائق بقيمة 2 مليار دولار

حوّل المدينة إلى مركز جذب رئيسي للزيارات من قبل مطوري العقارات، ورؤساء الجامعات المحلية ومسؤولين حكوميين والطواقم التلفزيونية.

وبحسب تقرير أعدته “بلومبرغ” واطلع عليه موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، فإن الاهتمام الكبير الذي تحظى به مدينة روزنوف التشيكية حالياً، لا يعد مفاجئاً نظراً لأن الاستثمار الجديد سيكون الأكبر من قبل شركة أجنبية في جمهورية التشيك منذ ثلاثة عقود، ويعكس المزيد من الرهان على خطة صنع جيل جديد من الرقائق المتطورة، وضرورة وجود ركن لهذه الصناعة في أوروبا الوسطى، فنجاح هذا المشروع ليس مهماً فقط للمدينة أو الاقتصاد التشيكي الراكد، بل وأيضاً لقدرة الاتحاد الأوروبي على تأمين إمدادات الرقائق، وسط معركة عالمية على المكونات الأساسية.

 

ما هي خطة شركة ON Semiconductor؟

قد يرى البعض أن الاستثمار الجديد الذي ستقوم به ON Semiconductor في روزنوف التشيكية والبالغ قيمته 2 مليار دولار، متواضع مقارنة ببعض المشاريع التكنولوجية في أماكن أخرى في أوروبا.

ولكن ON Semiconductor تمتلك بالفعل موقعاً قائماً في روزنوف لصنع الرقائق المخصصة للسيارات الكهربائية وصناعة الطاقة المتجددة، بموجب عقد يجمعها مع شركة فولكس فاجن إيه جي، وهي ومن خلال الاستثمار الجديد ستضيف منشأة أخرى لهذا الموقع، مهمتها تصميم وانتاج أشباه الموصلات الأكثر تقدماً، والمصنوعة من كربيد السيليكون الأكثر ربحية، وذات القدرات الأعلى.

وسيتولى المرفق الجديد عملية التصنيع بأكملها وصولاً إلى المنتج النهائي، بدلاً من تقسيمها كما في السابق بين 3 مواقع لـ ON Semiconductor في ثلاث قارات مختلفة.

ولا تزال ON Semiconductor الأميركية تتفاوض وتجري محادثات مع الحكومة التشيكية والاتحاد الأوروبي، بشأن الدعم المالي الذي قد تحظى به وقد يغطي حوالي ربع قيمة الاستثمار، وإذا سارت الأمور على ما يرام، فإن الشركة الأميركية تخطط لبدء بناء قاعة إنتاج جديدة أخرى العام المقبل.

ويقوم المعمل الحالي لشركة ON Semiconductor الذي يوظّف نحو 2200 شخصاً، بانتاج 10 ملايين رقاقة يومياً لعملاء مثل بي إم دبليو ومرسيدس بنز وسيمنز وآبل وسامسونغ، في حين أن الاستثمار المخطط له سيخلق 800 وظيفة جديدة على مدى السنوات السبع المقبلة، حيث تتوقع شركة الرقائق الأميركية أن تتضاعف الإيرادات السنوية في المعمل تدريجياً إلى أربعة أمثالها، لتصل إلى 1.2 مليار دولار على الأقل ما يساهم في تحريك الاقتصاد التشيكي نحو صناعة أكثر ربحية.

شارك هذا المنشور
Exit mobile version