ارتفاع طلبات إعانات البطالة
سجّلت الولايات المتحدة ارتفاعًا في عدد طلبات إعانات البطالة خلال الأسبوع الأخير من شهر أيار/مايو، لتبلغ أعلى مستوياتها منذ ثمانية أشهر، في ظل تزايد حالة عدم اليقين بشأن مستقبل الاقتصاد الأميركي، لا سيما في ما يتعلق بتأثير الرسوم الجمركية على سوق العمل.
وذكرت وزارة العمل الأميركية، الخميس، أن الطلبات الأولية للحصول على إعانات البطالة الحكومية ارتفعت بواقع 8 آلاف طلب، لتصل إلى 247 ألفًا بعد التعديل الموسمي للأسبوع المنتهي في 31 أيار/مايو، في حين كان المحللون الاقتصاديون يتوقعون انخفاضها إلى 235 ألف طلب.
ورغم هذا الارتفاع، لا تزال الطلبات ضمن مستويات منخفضة تاريخيًا، وهو ما يُعزى إلى حرص الشركات على الاحتفاظ بالعمالة بعد أزمة جائحة “كوفيد-19”.
إلا أن استمرار الغموض بشأن الرسوم الجمركية المفروضة خلال إدارة الرئيس دونالد ترمب، دفع بعض الشركات إلى اتخاذ قرارات بتقليص التوظيف أو تسريح الموظفين.
وأشار “الكتاب البيج” الصادر عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى انتشار ملحوظ لحالة من عدم اليقين أثّرت على قرارات التوظيف، إذ سجلت معظم المناطق الاقتصادية انخفاضًا في الطلب على العمالة، وتقليصًا في ساعات العمل والعمل الإضافي، إلى جانب توقف مؤقت في التوظيف وخطط لتقليص عدد الموظفين.
كما أظهر تقرير آخر صادر عن معهد إدارة التوريد، استقرارًا في التوظيف بقطاع الخدمات خلال أيار/مايو، لكنه أشار إلى تدقيق أشد في عمليات التوظيف الجديدة.
ويتوقع الخبراء أن تتجاوز طلبات إعانة البطالة النطاق الاعتيادي الذي تراوح بين 205 آلاف و243 ألفًا خلال عام 2025، بسبب التحديات المرتبطة بتعديل البيانات الموسمية، وهو نمط تكرر في السنوات الأخيرة.
وفي المقابل، أظهر تقرير المطالبات المستمرة انخفاض عدد الأشخاص الذين يواصلون الاستفادة من الإعانة بعد الأسبوع الأول بمقدار 3 آلاف، ليصل إلى 1.904 مليون شخص للأسبوع المنتهي في 24 أيار/ مايو، ما يعكس تراجعًا في ثقة المستهلكين بسوق العمل.
وفي تقرير منفصل، أفادت شركة “تشالنجر غراي آند كريسماس” بأن أرباب العمل أعلنوا عن تسريح نحو 93,816 موظفُا خلال شهر أيار/مايو، بانخفاض بنسبة 12% مقارنة بنيسان/ أبريل، لكنه يشكّل زيادة بنسبة 47% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ورغم عدم تأثير هذه البيانات مباشرة على تقرير التوظيف الشهري المرتقب، إلا أن مسار سوق العمل يظل خاضعًا للمتابعة الدقيقة، إذ تشير توقعات استطلاع أجرته “رويترز” إلى أن الاقتصاد الأميركي أضاف نحو 130 ألف وظيفة في أيار/مايو، مقارنة بـ177 ألفاً في نيسان/أبريل، مع بقاء معدل البطالة عند 4.2%.